نحو جعل ملف التعويضات وإعادة اعمار اليمن أمر ملزم للسعودية
12 مايو، 2016
475 6 دقائق
يمنات
عبد العزيز ظافر معياد
توجه الولايات المتحدة و عدد من حلفائها لاستهداف النظام السعودي، لكونه منبع و ممول الإرهاب العالمي، قد يفتح الباب امام إمكانية تحول المجتمع الدولي نحو جعل ملف التعويضات وإعادة اعمار اليمن أمر ملزم للسعودية، و ما يسمى التحالف العربي، و يفترض هنا تركيز القوى اليمنية على مطالبة مجلس الامن بتضمين القرار الجاري صياغته حاليا في أروقة المجلس بشأن خارطة الطريق لمراحل حل الازمة اليمنية، و يتوقع صدوره خلال الأسابيع القليلة المقبلة، بند رئيسي بشأن ملف التعويضات و إعادة الاعمار ينص على انشاء صندوق تعويض و إعادة اعمار اليمن.
– بحيث يكون تمويل الصندوق من نسبة يتم اقتطاعها من عائدات مبيعات النفط لكل من السعودية و الامارات و قطر باعتبارها الدول الفعلية التي شنت الحرب على اليمن، مع تحديد النسبة بما لا يقل عن 5% و لا يزيد عن 20% من اجمالي العائدات للدول الثلاث على ان يستمر الاقتطاع الى حين استكمال الأموال المقدرة للتعويضات و إعادة الاعمار خلال خمس سنوات على الأكثر، و اعتقد ان اليمنيين احق بالتعويض من الأمريكيين الساعين لرفع دعاوى ضد السعودية بمليارات الدولارات في احداث 11 سبتمبر.
– هناك عدة جوانب إيجابية لهذا المقترح بالنسبة للسعودية نفسها منها انه يساعد النظام السعودي في تطبيع علاقته مع الشعب اليمني، و ليس مع النظام فقط، كما انه يساعده في تكريس توجه نظام بن سلمان للاستغناء عن النفط بحلول العام 2030م، و يضفي ايضا جدية و مصداقية للتوجه الخليجي لإعادة تأهيل اليمن تمهيدا لضمه لعضوية مجلس التعاون، كما يقطع الطريق امام اية ذرائع او تلكؤ للأنظمة الخليجية في دفع المبالغ المخصصة لملف التعويضات وإعادة الاعمار تحت ذرائع الوضع الاقتصادي الصعب جراء انخفاض أسعار النفط.
– كما انه قد يجنب محمد بن سلمان التعرض لمواقف محرجة مستقبلا و سيحافظ على سمعته من الاهتزاز كزعيم مستقبلي للسعودية، لأنه بدون هذا الصندوق سيجد نفسه مرارا وتكرارا امام وفود من الحكومة اليمنية لمطالبته بدفع مبالغ وتعويضات مخصصة لإعادة اعمار مستشفى هنا ومدرسة هناك بل وستتم مطالبته بدفع القسط الثاني من إعادة بناء مصنع البفك او بطاطس نعمان التي دمرها طيرانه، و كل تلك الطلبات ستزداد في وقت تعاني منها بلاده من ضائقة مالية متوقعة، و هنا لن يكون امامه سوى اليمين المغلظة بعدم وجود فلس واحد في الخزينة، و يطالب بالصبر عليه لبعض الوقت وربما يرد عليه احد الظرفاء بالقول (ما يسبورش يا عزي دمري واهربي).